تحفة فلكية قديمة: أقدم ثقب أسود يكشف أسرار الكون

نتناول في هذا المقال ظاهرة "الثقوب السوداء"، التي تعد واحدة من أكثر الظواهر الفلكية إثارة وغموضًا في عالم الفضاء. يقدم الفيلسوف الإنجليزي جون ميشيل في عام 1784 أول تصور لهذه الظاهرة، والتي تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول طبيعتها وتأثيراتها. وتتناول المقالة التطورات الحديثة في دراسة الثقوب السوداء، بما في ذلك الاكتشافات الأخيرة التي تشير إلى دوران هذه الأجسام الفلكية الغامضة، مما يضيف نقطة جديدة إلى فهمنا لهذه الظاهرة المذهلة في عالم الفضاء.


تحفة فلكية قديمة: أقدم ثقب أسود يكشف أسرار الكون
تحفة فلكية قديمة: أقدم ثقب أسود يكشف أسرار الكون

اكتشاف اقدم ثقب اسود في التاريخ

اكتشف العلماء ثقبًا أسودًا يُعتَقد أنه الأقدم في الكون حتى الآن، والذي تكون بعد 470 مليون سنة من الانفجار العظيم.
أكدت النتائج، التي نُشرت بالأمس الاثنين، انه كانت حتى وقت قريب النظريات التي تشير إلى وجود ثقوب سوداء فائقة الكتلة في فجر الكون.
تعاون تليسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ومرصد شاندرا للأشعة السينية في الدراسة، بحسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.

خصائص الثقب الاسود الاقدم في العالم 

ووفقًا للدراسة، يبلغ عمر هذا الثقب الأسود 13.2 مليار سنة، في حين يبلغ عمر الكون 13.7 مليار سنة.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة للعلماء هو أن هذا الثقب الأسود ضخم الحجم، حيث يعتبر أكبر بنحو 10 مرات من الثقب الأسود الموجود في مجرتنا درب التبانة.

ويُعتَقد أن وزن هذا الثقب الأسود يتراوح بين 10 إلى 100 بالمائة من كتلة جميع النجوم في مجرته.
وأفاد العلماء بأن هذه النسبة ليست مقارنة بالنسب الضئيلة للثقوب السوداء في مجرتنا درب التبانة والمجرات الأخرى القريبة.

وحسب ما ورد جامعة ييل حيث قال بريامفادا ناتاراغان ، والذي شارك في الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر أسترونومي: "لا يزال من المبكر للغاية القول بأن الكون بهذا الحجم الهائل".

تتصدر الظاهرة المعروفة باسم "الثقوب السوداء" الأخبار هذا الأسبوع، بعدما رصد علماء الفلك أول دليل على دوران الثقب الأسود، مما يوفر تفاصيل غير مسبوقة عن أكثر الأجسام غرابة في الكون.

ماهو الثقب الاسود؟

ويُعرَف الثقب الأسود بأنه منطقة في الفضاء تكون فيها الجاذبية قوية جدًا، حيث لا يمكن للضوء الهروب منها، وفقًا لما تقوله وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

تُوضِّح الوكالة أن الجاذبية القوية تنشأ بسبب الضغط الهائل في مساحة صغيرة، ويمكن أن يحدث هذا الضغط في نهاية حياة نجم ما، أو يظهر بعض الثقوب السوداء نتيجة لموت إحدى النجوم.

بداية اكتشاف الثقوب السوداء وتاريخها

بداية اكتشاف الثقوب السوداء وتاريخها 

وذكر موقع "سبيس" المتخصص في شؤون الفضاء أن الثقوب السوداء تُعَدُّ "من أغرب الأشياء وأكثرها روعة في الفضاء".
وقد تنبأ أيقونة علم الفيزياء ألبرت أينشتاين بالثقوب السوداء من خلال نظريته النسبية العامة في عام 1915، لكن الفكرة في حد ذاتها أقدم بكثير، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية.

في عام 1784، أشار الفيلسوف الإنجليزي جون ميشيل إلى أنه إذا كان الضوء بالفعل عبارة عن تيار من الجسيمات (وفقًا لنظرية إسحاق نيوتن)، فإنه يجب أن يتأثر بالجاذبية.

وقد توقع أيضًا أن النجم، الذي يكون عرضه أكبر بمقدار 500 مرة من الشمس، سيكون له مجال جاذبية قوي لدرجة أن حتى الضوء لن يمكنه الهروب منه، ووصف هذه الأجسام بـ "النجوم المظلمة".

وأشار موقع "Space" إلى أنه من المحتمل أن تحتوي مجرة درب التبانة على أكثر من 100 مليون ثقب أسود.
من جهتها، أوضحت جامعة شيكاغو أن الثقوب السوداء تتكون عندما ينهار النجوم الضخمة في نهاية حياتها، وقد تتكون أيضًا في ظروف أخرى لم يحددها المجتمع العلمي بعد.

وفي هذا الأسبوع، تمكن علماء الفلك أخيرًا من رصد نفاثتين ضخمتين انطلقتا من الثقب الأسود "الوحش" (إم 87)، ووجدوا أنهما تتأرجحان في دورة مدتها 11 عامًا، مما يثبت لأول مرة أن الثقوب السوداء تتحرك.

الخاتمه

في ختام هذا الاستكشاف لظاهرة الثقوب السوداء، ندرك أن الفهم المتزايد لهذه الظاهرة الفلكية المثيرة يفتح الباب أمام مزيد من الأسئلة والتحديات التي تنتظر الإجابة. وباستمرار الأبحاث والتطورات في مجال الفلك، من المتوقع أن نكتشف المزيد من الأسرار حول هذه الكائنات الغامضة في عالم الكون. وربما يكون ذلك بداية لفهمنا الأعمق لأسرار الكون وأصوله، ولتطبيقاتها المحتملة في المستقبل اتمنى ان تكونو قضيتم معنا رحلة ممتعه وانتظرونا مع كل جديد في عالم الفضاء على ابو العلوم.


google-playkhamsatmostaqltradent